عوة نوح عليه السلام
حاول سيّدنا نوح عليه السلام أن يأتي لقومه بكلّ البراهين والأدلّة الّتي أتيحت له ليثبت وجود الله تعالى ووحدانيّته، باذلاً في ذلك أقصى درجات الجهد لإقناعهم بالإقلاع عن عبادة الأصنام، والتوجّه لعبادة الله وحده موضّحاً لهم فوائد
الإيمان بالله تعالى، وما سيعود عليهم ذلك من نِعمٍ وخيرات، وأموالٍ وأمطار، وذريّة وأولاد.
قابل قوم نوح نصحه عليه السّلام بالأذى، وأعرضوا عن ذلك في عنادٍ كبير، ومكروا به مكراً عظيماً مصرّين في ذلك على عبادة الأصنام، وحاربوا كلّ الضعفاء الّذين أطاعوا نبيّ الله
نوح وطردوهم، فيئِس نوح عليه السّلام من إيمان قومه، فقد أمضى وهو يدعوهم تسعمائة وخمسين سنةً، وبعد ذلك أوحى له ربّه بأنّه لن يؤمن أحدٌ من قومه غير الّذين آمنوا، فدعا نوح على قومه بوحيٍ من الله تعالى: ( ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك و لا يلدوا إلّا فاجراً كفاراً)
فاستجاب الله تعالى إلى دعاء نبيّه نوح عليه السلام، و أوحى إليه بعد ذلك أن يصنع سفينة، وقد تمثّل ذلك في الآيات الّتي وردت في سورة هود، حيث قال تعالى: (وأُوحي إلى نُوحٍ أنّهُ لن يُؤْمن من قوْمك إلاّ من قدْ آمن فلا تبْتئسْ بما كانُواْ يفْعلُون، واصْنع الْفُلْك بأعْيُننا ووحْينا ولا تُخاطبْني في الّذين ظلمُواْ إنّهُم مُّغْرقُون، ويصْنعُ الْفُلْك وكُلّما مرّ عليْه ملأٌ مّن قوْمه سخرُواْ منْهُ قال إن تسْخرُواْ منّا فإنّا نسْخرُ منكُمْ كما تسْخرُون، فسوْف تعْلمُون من يأْتيه عذابٌ يُخْزيه ويحلُّ عليْه عذابٌ مُّقيمٌ)
مواضيع أخرى عن نوح عليه السلام
المراجع
الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي،1992، القصّة القرآنيّة هداية وبيان، دار الخير للطباعة والنّشر